وإحنا رايحين نشتري الدهب أنا وخطيبتي وكان معانا حماتي وأمي وخالة خطيبتي؛ حصل موقف غريب شوية، أو أنا استغربته وأمي خدت بالها وعلقت عليه بعدين بيني وبينها. أول ما دخلنا المحل عجب خطيبتي خاتم معين لكنه كان واضح إنه تقيل، بس كان واضح جدًا كمان إنه عجبها، لما عرفت سعره سكتت للحظة ولبسته وبعدين قالت إنه تقيل في إيديها جدًا وإنه يشوف لها حاجة أبسط من كده، وفعلًا جاب لها مجموعة تانية تختار منهم، اختارت حاجات بسيطة وشيك، لما خلصنا خالتها شاورت على خاتم معين وفعلًا عجبها كمان، لما جينا نحاسب طلع السعر أكبر مما كنا متفقين وأنا كنت عامل حسابي الحمد لله، لكن لاقيتها طلعت الخاتم الأخير وقالت بلاش ده، أنا مش بحب الدهب الكتير وأنا جبت إللي هلبسه، وأصرت ماتاخدهوش، وفعلًا حاسبنا ومشينا. لما رحنا نختار الفستان، استنيت أنا بره، أمي بتحكي لي إنها بصت على فستان معين من الإزاز وبعدين رجعت كده وقالت مافيش حاجة عاجباها، رغم إن الفستان كان حلو جدًا وكان باين أنه عجبها، لما ركزت في سعره لاقته غالي، أمي قالت لها إنه حلو، ردت عليها: "هو حلو بس مش ليا، مش حاساه، تعالوا نشوف محل تاني" وبالفعل رحنا واحد تاني واختارت فستان شيك وسيمبل وسعره مناسب. لما كنا بنخرج أنا وهي وأخوها وأحب أعزمها على حاجة كانت ترفض ولما أصر عليها تقول لي جيب لي أيس كريم أو عصير قصب، لما حبت تغير قالت تمر، وفي مرة أصريت عليها إنها تطلب مني أي حاجة تانية أي كان إيه هي وأنا هجيبها، فقالت لي" جيب لي مصاصة بالفراولة!" وضحكت بهدوء. كنت باستغرب عليها جدًا ده حتى الهدايا عمرها مازعلت إذا يوم رحت وماجيبتلهاش أو نسيت أو شيء، رغم إن البنات بيحبوا الهدايا جدًا زي ما بسمع من أصحابي، وإنهم بيعملوا مشاكل كتير بسببها، وبصراحة مش لاقي سبب واضح، يعني أكيد مش هتكون خايفة على فلوسي يعني، دي ماتعرفنيش تقريبًا إلا لما خطبتها، بعكسي كنت أعرفها ولربما كنت براقبها دايمًا بصمت، المهم في مرة كنت عندهم وسألتها، جاوبتني بكل هدوء:"لإنك خطيبي، مش مصباح علاء الدين! أنت ممكن تجيب لي هدايا إذا حبيت أنت ده، لإنه ده مش فرض عليك، أنا في بيت بابا يعني مسئولة من بابا مش منك، ماينفعش أطلب منك أي حاجة كده بكل راحة، لإنك مش مطالب تجيب لي حاجة أساسًا، مش معنى إني خطيبتك يبقا أستنزفك وأطلب منك كل حاجة وأي حاجة، ده غلط وإللي بيعملوا كده غلطانين، عارفة إنك اللهم بارك مستواك المادي كويس، لكن أنا خطيبتك وبس." كانت بتتكلم بهدوء وبابتسامة هادية، الحقيقة لما فكرت في كلامها ملاقيتش غير وصف واحد ليها وهو إنها بنت أصول. هي فعلًا بنت أصول، أمي قالت لي كده من أول موقف حصل في محل الدهب، وفي الأتيليه، قالت لي كان قدامها تسكت في محل الدهب وأنت هتدفع، ولو واحدة تانية كانت هتختار الفستان إللي عجبها أي كان سعره، لكن هي بنت أصول. اكتشفت إن الحب مش هو أهم حاجة، وإن الأهم إنك تحب بنت أصول. "ويبقى الأهم من الحب هو من تحب!", Society Problems نوفمبر 23, 2022